منظومة القيم

هذه منظومة من القيم التي تتشكل على أساسها الشخصية العسكرية في الجيش القطري، وتوجه عملهم للوفاء بشعارهم الخالد: الله – الوطن – الأمير.

 

 

الولاء

الولاء انتساب وانتماء للدين وللوطن والأمير، ويقوم على النصرة الخالصة التي تستبعد التقارب مع العدوّ. وله تجليات وجدانية وفكرية وسلوكية:

فهو شعور عميق في وجدان العسكري قوامه رابط الإيمان والمحبة والإخلاص، وهو قيمة من القيم العليا في فكره قوامها الإدراك بأنه مرتبط بالجيش كارتباط العضو بالجسد، وهو في سلوكه استعداد دائم للدفاع عن الوطن وسيادته.

والولاء بذلك ميثاق يُوحّد المنتمين إلى الجيش وجدانيا وفكريا وسلوكيا، ويجعلهم مترابطين متماسكين نصرة للوطن والأمير، ويعصمهم من أن يميل منهم أحد إلى العدوّ، وجدانيا أو فكريا أو سلوكيا.

 

 

الإخلاص

الإخلاص هو صفاء في النية والقصد والسلوك، وهو قيمة تتأسس عليها كل القيم الأخرى، ويرتبط به النجاح في تأدية المهام والأعمال على وجهها الأتم والأكمل. فبالإخلاص يتقوى اليقين لدى الفرد في أداء الأعمال الموكلة إليه، ويتوجّه بجهده كاملا لتحقيق الأهداف المرجوة منه، ويستقيم سلوكه المهني بفضل اقتناعه بما يتولّاه من المسؤوليات والمهامّ.

وحين يغيب الإخلاص ينتشر التفاخر بالأعمال، وتظهر الأنانيات، وتكثر المقارنات بين الأفراد ومراتبهم ومهامهم، ويسود جوّ من الشّك وضعف اليقين، وينتج عن ذلك كلّه تراجع في أداء المهام والأعمال واختلالها.

 

 

المسؤوليّة

المسؤوليّة هي استحضار الفرد السؤال عن أدائه وعمله قبل حصوله، والاستعداد لتقديم أجوبة كافية ومرضية عنه. والمسؤولية التزام بأداء الواجبات على الوجه المطلوب في وصفها ودقتها ومكانها وزمانها.

ويعد تحمل المسؤولية من أهم الأسس الأخلاقية والمهنية التي ينبغي أن يتحلى بها كل فرد من أفراد الجيش.

وغالبا ما يؤدي التساهل في ترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد إلى التراخي في أداء الواجبات، والتهاون في إنجاز المهام، وهو أمر خطير في ميدان حيوي كما في الميدان العسكري.

ومن المهم استشعار كل فرد بقيمة العمل المنوط به، ومدى تأثير نتائجه على الوطن والمجتمع، مهما كان حجم تلك المهام؛ ذلك بأن الشعور بالمسؤولية عادة ما يترافق مع الشعور بالرضا عن الذات ويساهم في تحقيق النجاح.

 

 

العزيمة

العزيمة هي عقد النيّة على تحقيق المقصود، واستجماع عناصر القوة في الذات لإنجاز مهمة محددة دونما تردد. والفرد المتحلي بالعزيمة يواصل الجهد والعمل دونما استسلام لأي صعوبات أو عقبات، متسلحا بالصبر والمثابرة حتى تحقيق الهدف المتوخّى.

وتتنافى العزيمة مع التهور، لأنها تنبني على التشاور قبل اتخاذ القرار والتخطيط لتنفيذه وتوقير وسائله وتيسير أسباب نجاحه.

ويؤدي ضعف العزيمة إلى الارتباك في اتخاذ القرار أو في تنفيذيه بسبب ضعف اليقين الذي تلبّس بالفرد، وغالبا ما تكون النتيجة هي الفشل.

ولذلك تعد العزيمة قيمة أساسية، تجعل الفرد في همّة عالية، واثقا من صحة القرارات التي اتّخذها أم أُمر بتنفيذها، ومُتوئّبا لإنجاز المهمات المنوطة به، في غير ما تراجع أو تردّد.

 

 

الشّجاعة

الشجاعة هي القدرة على مواجهة المصائب والمكاره، وتنفيذ الأوامر والتعليمات بشأنها بجرأة ورباطة جأش.

ومن مظاهر الشجاعة الإقبال في يقين على إنجاز مهمة ميدانية بغضّ النظر عن حساب عائد المنفعة الشخصية أو الضّرر المحتمل منها.

والشجاعة سمة من سمات الشخصية القوية التي تتغلب على الخوف والأنانية والخذلان، وتستحضر واجب الدفاع عن الحق وعن حرمة الوطن وسيادته. ومن الضروريّ أن يتحلّى بها كل فرد من أفراد القوّات المسلّحة.

 

 

التّضحية

التّضحيّة هي إنكار أنانيّة الفرد لمصلحة المجتمع، وبذل الغالي والنّفيس في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته، وتحقيق طموحاته في الأمن والاستقرار والازدهار.

والتّضحيّة هي المحصلة العمليّة للولاء والإخلاص والمسؤوليّة والعزيمة والشّجاعة، وهي الشّكل الأسمى للتعّبير عن تلك القيم جميعا.

ولا تتوقّف التّضحيّة عند ميادين المعارك والقتال، بل تشمل أيضا ميادين النّضال السّلمي للمطالبة بالتّحرّر والاستقلال، وكلّ ميادين النّهضة للمجتمع ورقيّه.

وأثبت التّاريخ الإنساني أنّ التّضحيّة غالبا ما كانت هي السبيل لتحقيق الحرّية والكرامة والاستقلال وبناء الأوطان وحفظ سيادتها، ويكون للجيوش الدّور الأبرز في تقديم أروع نماذجها.

 

 

الانضباط

الانضباط هو الامتثال للقواعد واللّوائح والتّعليمات التي تنظّم الحياة المهنية للفرد والمجموعات لأداء الواجبات والمهام المحدّدة.

ويؤدّي إهمال الانضباط إلى تصرفات فرديّة مختلفة محكومة بالمزاج والعشوائية، وتقدّم صورة سلبيّة عن الأفراد والمجموعات وعن الجهة التي يمثّلونها.

ومن المهمّ العناية بغرس قيمة الانضباط في نفوس الأفراد والمجموعات، وتدريبهم على احترامها باستمرار، وفي كلّ الظروف، حتى تصير ملازمة لسلوكهم المهني وطبعا راسخا فيهم، بمعزل عن حضور الرّقيب.

وكلّما كان الانضباط سائدا في سلوك الأفراد والمجموعات عن رضى ورغبة، كانت النتائج إيجابيّة في الأداء العامّ وفي إنجاز المهامّ النوعيّة.

 

 

التضامن

التضامن هو قوة الالتزام والتعاون بين أعضاء فريق مكلّف بإنجاز عمل مشترك أو أداء مهمة محدّدة. ويكون الفريق كالجسد الواحد، تسود بين أعضائه روح التكافل والتّعاضد لتحقيق الهدف المشترك الذي يجمعهم.

والتّضامن يقضي على الأنانية والفردّية، ويعزّز الانتماء إلى الفريق الواحد، ويدعم تكامل الخبرات وتضافر المهارات بين جميع الأفراد.

        وتحرص القيادة الفعّالة على إشاعة روح التكاثف والترابط بين الأفراد والمجموعات، وبث روح التعاون الإيجابيّ في ظل بيئة يسودها الاحترام والثّقة والالتزام بتحقيق الأهداف العليا للوطن وسيادته.